ارتفع سعر الدولار الأمريكي (USD) مقابل جميع العملات الرئيسية خلال التداولات الأخيرة. في الوقت نفسه، تشهد أسعار الذهب اتجاهًا صعوديًا قويًا، وهي على وشك تجاوز مستوى 4000 دولار أمريكي للأونصة التاريخي. كما استقرت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 اليوم بعد أن سجلت رقمًا قياسيًا جديدًا. ويرى محللون في BBH FX أن هذه التطورات مؤشر على ازدواجية في الأسواق المالية.
يستمر إغلاق الحكومة الأمريكية لليوم السابع على التوالي
دخل إغلاق الحكومة الفيدرالية الأمريكية يومه السابع، ولا توجد حتى الآن أي مؤشرات على وجود اتفاق سياسي لإنهائه. كما فشلت الجهود الأخيرة في مجلس الشيوخ لإقرار خطة إعادة فتح الحكومة في الحصول على الأصوات اللازمة (60 صوتًا).
يحذر الخبراء من أنه كلما طال أمد الإغلاق، زادت المخاطر السلبية على سوق العمل الأمريكي. حتى أن البيت الأبيض أثار احتمالية خفض دائم للقوى العاملة الفيدرالية؛ مما قد يُشكل تحديًا للانتعاش الاقتصادي.
تصريحات حادة من قبل الاحتياطي الفيدرالي
في غضون ذلك، اتخذ جيف شميد، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي، وأحد أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لعام 2025، موقفًا متشددًا. وقال إن السياسة النقدية الحالية “انكماشية بعض الشيء” فقط، وإن مستوى تشديد السياسة النقدية يبدو “مناسبًا” بالنظر إلى أن التضخم لا يزال مرتفعًا. وأشار شميد أيضًا إلى أن تباطؤ سوق العمل يُشير إلى عودة التضخم تدريجيًا إلى هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.
من المقرر أيضًا أن يتحدث اليوم عدد من أعضاء الاحتياطي الفيدرالي الآخرين، بمن فيهم بومان وميران وكاشكاري وبوستك، وتراقب الأسواق عن كثب أي مؤشرات على المسار التالي للسياسة النقدية.
توقعات السوق والرؤية المستقبلية
على الرغم من قوة الدولار مؤخرًا، لا تزال أسواق العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي تتوقع خفض أسعار الفائدة (Fed Funds Futures) بنحو 50 نقطة أساس بحلول نهاية العام؛ وهذا يتماشى مع متوسط تقديرات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة البالغ 3.50-3.75%.
يعتقد المحللون أن الاحتياطي الفيدرالي سيتبنى على الأرجح موقفًا أكثر تيسيرًا بحلول اجتماع ديسمبر، إذ قد يؤدي تشديد السياسة النقدية إلى تفاقم هشاشة سوق العمل. من ناحية أخرى، لا تزال مخاطر ارتفاع التضخم ضئيلة حاليًا، مما يتيح مجالًا أكبر لخفض أسعار الفائدة.
الخاتمة
في حين ارتفع الدولار الأمريكي على المدى القصير، لا يزال اتجاهه الهبوطي طويل الأجل قائمًا. إذا استمر إغلاق الحكومة وتدهور سوق العمل، فقد يعود ضغط البيع إلى سوق الدولار، بينما قد يواصل الذهب مساره نحو 4000 دولار مع استمرار الطلب على الملاذ الآمن.
أرسل تعليقاتك
(الرد)
يرجى أن تضع في اعتبارك تجنب الكلمات الرئيسية المسيئة وكذلك المعلومات المزيفة.
كن أول من يعلق.